عاجل

الأربعاء 24/أبريل/2024

العملاء.. من هم وكيف يجندون؟

العملاء.. من هم وكيف يجندون؟

فيما تستعر حرب الأدمغة بين الاحتلال الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، حيث نجحت الأخيرة بالسنوات الماضية بجسر الهوة أمام الترسانة العسكرية الصهيونية، بوسائلها القتالية الحديثة، هرب الاحتلال باتجاه “سلاح نظيف”، قد لا يترتب عليه أية خسائر.

“الجاسوس” أو “العين الثالثة” أو “العميل”، تلك المسميات كانت حاضرة على الدوام بالاجتماعات العسكرية الصهيونية كافة، على قاعدة، “أنه مهما كان التفوق العسكري والتقني للمحتل فلا يمكن له دون ما سلف أن يكمل دائرة احتلاله”، فـ”حرب المعلومة” التي يسعى خلفها الاحتلال، تمثل شرارة المعركة الحقيقية.  

من هو العميل:
– تعريف التخابر في القانون: اتصال شخص بممثلي دولة في حالة حرب مع الوطن، من أجل مساندة مشروعات أو أعمال لهذه الدولة إضرارا بالوطن، وهي جريمة مخلة بأمن الدولة من الخارج.

– أما التخابر مع دولة الاحتلال أو ما يعرف بالإسقاط: فهو أن ينقل العميل معلومات عن أشخاص ومعلومات عن المقاومة إلى الجهات الأمنية “الإسرائيلية” (وغالبا يكون الجهاز المختص بالتواصل مع العملاء هو الشاباك)، ما يلحق الأذى بالمجتمع الفلسطيني.

• أشكال التخابر مع الاحتلال:
– التخابر المباشر: يكون العميل على اتصال مباشر مع أحد ضباط المخابرات، وينقل له المعلومات اللازمة، ويقوم بمهمات معينة.

– التخابر غير المباشر: (العميل لا يعلم أنه عميل) يقوم الشخص بمهام لصالح شخص آخر اعتقادا أنه يقدم خدمة لجهة فلسطينية أو مقابل المال، ولا يعلم أن هذه المهام صادرة عن جهاز المخابرات، وأن الشخص الذي يعمل لصالحه عميل؛ ومثال ذلك: أن ينشر بعض الأشخاص شائعات هدفها خلق الفتن وزعزعة الأمن في المجتمع.

* أسباب ودوافع العميل للتخابر لصالح الكيان الصهيوني:
– ضعف الحصانة الدينية والأخلاقية والوطنية.
– هشاشة الوعي الأمني والبناء التنظيمي الفصائلي.
– الفقر والبطالة.
– الحقد والانتقام الشخصي من المجتمع والأفراد.
– أساليب التربية الخاطئة.

* اختيار العميل:
قبل عملية التجنيد تتم دراسة الهدف (الشخص المطلوب للتعامل) بدقه فلا تكون العملية عشوائية أو اعتباطية، وتبدأ بجمع المعلومات عن الشخص من مصادر مختلفة مثل الدوائر الرسمية – المدرسة، الجامعة، الجوازات والأحوال المدنية- ثم تبدأ بعدها عملية المراقبة، ومن ثم ترتيب لقاء قد يظن الشخص المطلوب أنه استدعاء من المخابرات.

وتجمع معلومات أيضاً حول طبيعة الشخص وصفاته وآرائه وردود أفعاله وطموحاته، والمشاكل التي يعاني منها، وتوضع كل هذه المعلومات في ملف وتصنف وتفحص، ومن ثم تبدأ عملية الاتصال مع الشخص والتقرب منه ومفاتحته بالموضوع، إما بشكل ودي أو بعد أن يتعرض لضغوط تجبره على الخضوع والقبول بالتعاون بسبب الإسقاط الذي يتبع من أجل تجنيد الشخص.

* طرق إسقاط الاحتلال الصهيوني للعملاء:
– الاستدعاء: يتم استدعاء العديد من (ضابط المنطقة) وخاصة فئة الشباب، ثم يعرض الضابط العمالة مع المخابرات وتكون بصياغات “ذكية” غير مباشرة، للتخفيف من وقع العرض الخياني نفسيا على المستدعى مثل، ((التعاون)) .. ((المساعدة)) .. ((الصداقة)) .. الخ

– الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي: مع زيادة انفتاح الإنترنت على العالم وبعد دخول ثورة الإعلام الجديد المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتوتير) وغيرها، نشطت مخابرات الاحتلال في استدراج بعض الشباب والفتيات لوحل التخابر مستغلة غياب الثقافة الفكرية والاجتماعية والعلمية.

تبرز هنا حسابات وهمية يتواصل أصحابها مع بعض الشبان بهدف تجنيدهم، أو على الأقل فإنهم يرصدون نشاطات الشبان وكتاباتهم وقناعاتهم وعلاقاتهم الشخصية واهتماماتهم من خلال حساباتهم الشخصية، ويتيح لهم ذلك الوصول إلى نقطة ضعف فريستهم ثم اصطيادها بأساليب مختلفة، من أبرزها:.

– الإغراء الجنسي: يعد الموضوع الأكثر سخونة وسهولة في اجتذاب الشباب (خاصة المراهقين والعازبين الذين تمنعهم ظروفهم المالية من الزواج)، بسبب شغفهم الدائم للجنس في ظل غياب الوعي عندهم، وقد بدا لافتا في السنوات الأخيرة إسقاط العديد من الحالات في وحل التخابر بالدمج بين الجنس ومواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تكليف فتيات بالتواصل مع بعض الشبان وتصويرهم في أوضاع مخلة بالأدب، ثم تهديدهم وابتزازهم، أو أحيانا إغراؤهم للتواصل مع الفتاة شخصيا في مكان ما، وهناك يتم اعتقالهم والتعامل معهم.

– الإغراءات وعروض تحقيق الأحلام: تعرض على الشخص المراد إسقاطه عادة بطريقة غير مباشرة من جهاز المخابرات، وغالبا ما تتم من قبل عميل آخر، ويكون العرض مشروطا بإنجاز مهمة معينة.

– الضغط والتهديد: هذا الأسلوب يتم مباشرة من جهاز المخابرات من خلال الضغط على الشخص وتهديده أثناء التحقيق والاعتقال، كأن يهدد الشخص بإلحاق الأذى بعائلته أو ابتزازه بمعلومات سابقة يحتفظ بها جهاز المخابرات عن الشخص.

* أماكن الإسقاط:
– أما الأماكن التي يتم فيها الإسقاط بهذه الطريقة فتتنوع من بيت العميل نفسه، إلى محلات الملابس، خاصة عند إسقاط الفتيات بوضع كاميرات صغيرة جداً داخل غرف القياس، ويتم تصويرهن وإرسال الصور للمخابرات التي تتصل بالضحية وتعرض عليها الصور.

– وكان الإسقاط يتم أيضاً في صالونات التجميل أو استوديوهات التصوير الفوتوغرافي أو المدارس عن طريق ترويج المخدرات أو نشر صور إباحية وغيره لاستدراج الفتيات، وأحياناً يكون الإسقاط بواسطة سائقي وسائل نقل عمومية عملاء.

* ومن أبرز الوظائف التي يكلف بها العملاء، وكشفتها التحقيقات ما يلي: 
1- المشاركة في اغتيال واعتقال ناشطي المقاومة.
2- محاولة اختراق الفصائل والسلطة الفلسطينية.
3- تعزيز الانقسام بين الفصائل وإثارة المشاكل بين أبناء المجتمع.
4- شراء الأراضي والعقارات الفلسطينية وتسريبها للاحتلال.
5- نشر الانحلال الأخلاقي والمخدرات.
6- تجنيد وإسقاط عملاء آخرين.
7- نشر الشائعات والأكاذيب.
8- ضرب الروح المعنوية للفلسطينيين ونشر أجواء الإحباط في أوساطهم.

• آلية علاج هذه القضية مجتمعياً:
– خلق حالة وعي لدى الرأي العام الفلسطيني، حول ظاهرة تجنيد العملاء وضرورة رصدهم والحذر منهم.
– توعية المواطنين من مخاطر عملية الإسقاط، ومن الوسائل التي تتبعها المخابرات الصهيونية.
– تقديم المعلومات الصحيحة عن العملاء، وعرض اعترافاتهم على الجمهور إن أمكن.
– تفنيد الدعاية الصهيونية التي تسعى إلى تضخيم حجم هذه الظاهرة والعمل على وضعها في حجمها الطبيعي، ومكافحة الشائعات والحرب النفسية.
– كشف ممارسات الاحتلال في إسقاط الأطفال وتجنيدهم لصالحها على الصعيد المحلي والدولي.
– توثيق عمليات تجنيد العملاء، وإعداد التقارير بشأنها ونشرها عبر وسائل الإعلام.
– رفع التقارير في هذا المجال إلى المؤسسات الدولية ولجنة حقوق الإنسان بهيئة الأمم المتحدة.
– قيام نقابة المحاميين بدورها في متابعة قضية العملاء، حسب القانون ووضع ملفهم أمام القضاء الفلسطيني، للتحقيق في جرائمهم، لمنع وقوع المزيد من الضحايا، ولضمان إنزال العقاب المناسب بهم.

• تفعيل دور القانون والذي يشكل العامل الوحيد لردع العملاء من خلال:
1- اعتقال جميع العملاء في مناطق السلطة الوطنية لحماية الشعب من جرائمهم.
2- التحقيق معهم أمام الجهات المختصة حسب الأصول.
3- تقديمهم للمحاكمة القانونية خلال فترة زمنية محددة.
4- متابعة المشتبه بهم وجمع المعلومات الدقيقة، وتحذير الجمهور من التعامل معهم وإلقاء القبض عليهم بعد توفر الأدلة.
5- عرض العملاء الذين تثبت أداتهم على وسائل الإعلام بهدف ردع الآخرين.

• تجميد نشاط العميل
عندما تنتهي مصلحة المخابرات مع العميل لسبب ما، يتم تجميد نشاطه لفترة طويلة ثم تبلغه الجهة التي جندته بإنهاء خدمته بشكل مبرر، وإن أرادت المخابرات إحراق عميل والتخلص منه تكشف الغطاء عنه عن طريق تكليفه بعمل أو مهمة وتكشفها، وبذلك يفتضح أمر هذا العميل أمام الناس، فهي بذلك تتخلى عنه وتتركه يواجه مصيره بنفسه.

المراجع:
– ” دور عملاء اسرائيل والمتعاونين معها من الفلسطينيين في تمزيق النسيج السياسي للشعب الفلسطيني، رسالة ماجستير، أحمد حامد خضير، 2014.
– كتاب: العملاء والجواسيس الفلسطينيون: عين ”إسرائيل“ الثالثة، أحمد البيتاوي، مركز الزيتونية للدراسات والاستشارات.
– وزارة الداخلية تكشف عن نتائج حملة التخابر من العدو، موقع المكتب الإعلامي الحكومي.
– الوعي الأمني: التخابر وأساليب الإسقاط، إعداد: جبهة العمل الطلابي التقدمية – جامعة النجاح  تحرير: شبكة  قدس الإخبارية.
– طرق إسقاط الاحتلال المتعاونين، موقع المجد الأمني.
– كيف نكافح أساليب المخابرات الصهيونية في عملية الإسقاط، موقع المجد الأمني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات