الخميس 28/مارس/2024

مسيرة العودة.. إبداع المقاومة الفلسطينية

ناصر ناصر

تشكل مسيرة العودة المخطط لها للانطلاق في هذه الأيام حلقة متجددة من حلقات النضال الوطني الفلسطيني لما تمثله من أسلوب نضالي شعبي سلمي استخدمه شعبنا سابقا بجدارة، ومن المطلوب تكرار هذه التجربة مرة أخرى، ولكن بحلة وآليات جديدة تتوافق وتستفيد من ظروف المرحلة. هذا الأسلوب لا يتناقض ولا يلغي أيًّا بل يعزز أنواع المقاومة الأخرى والتي أكدتها كل فصائل الشعب الفلسطيني في وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى).

إذا لم تستطع قوات الاحتلال وبقدراتها المعروفة إفشال هذه المسيرة أو الحد من فعاليتها بطرق من أهمها زرع الفرقة بين صفوف الشعب الفلسطيني حولها، أو والأهم جرها إلى مربعات أمنية يسهل على القوى الإسرائيلية الغاشمة مواجهتها لتحويلها لمواجهات عسكرية عنيفة، فمن المتوقع أن تنجح في تحقيق جملة من الأهداف الوطنية، ومن أهمها: المساهمة في إنجاح مساعي المصالحة، فالمقاومة توحد الشعب الفلسطيني، وتجبر بعض ذوي الأطماع من أعداء المصالحة أن يتنحوا جانبا لمصلحة نخب وقيادات جديدة تؤمن بالمصالحة وبوحدة الشعب الفلسطيني كقيمة نضالية وأخلاقية عليا لا يمكن مواجهة التحديات إلا من خلالها.

وقد تنجح المسيرة أيضا في إخراج “إسرائيل” من حالة الاحتلال المجاني والرخيص إلى حالة دفع الثمن الباهظ لسياساتها الاحتلالية في الضفة وغزة، حيث من المتوقع أن تحدث المقاومة الشعبية الفاعلة تناقضات إسرائيلية داخلية، قد تودي بحكومة اليمين المتطرف، كما ستزيد الضغط الدولي والشعبي والرسمي عليها، ويعزز حركة المقاطعة ضد “إسرائيل” BDS.

وقد يكون الأهم من ذلك هو إدخال “إسرائيل” في حالة من الاستنزاف المستمر لقواتها العسكرية والسياسية في لحظة هي بأمس الحاجة لتسخير هذه القدرات لمواجهة ما تعدّه خطرا متزايدا في “الجبهة الشمالية”.

هل ستنجح مسيرة العودة في تحقيق ذاتها، وبالتالي تحقيق بعض أو كل أهدافها؟ هذا ما ستثبته التجربة الضرورية والمطلوبة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات