الخميس 25/أبريل/2024

بين الإعلام والحرب مساحة شاسعة

ياسر مناع

يتسم الإعلام “الإسرائيلي” في المبالغة وتضخيم بعض الأمور وإعطائها مكانة وأضواء أكبر من حجمها الحقيقي أو العكس ولذلك لإخفاء اخفاقٍ وفشلٍ ما أو إيجاد غطاء نحو توجه ما. 

منذ أيام قليلة بدأ المحللون والكتاب الإسرائيليون بالترويج لهاجسهم المقلق وذلك من خلال مقالاتهم المنشورة في كبرى الصحف الإسرائيلية، أو من خلال وسائل التواصل والإعلام المختلفة ألا وهي الحرب القادمة أو التصعيد الميداني القادم، وحول إمكانية فقدان الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية السيطرة على الميدان وهم يعلمون علم اليقين بأن قرار الحرب ليس بالشيء الهين وخصوصاً بعد قوة الردع المتنامية لدى المقاومة، محذرين من أن حقبة الهدوء قد انتهت، وبدت إرهاصات الانفجار في الأفق متذرعين بعدة ذرائع غير مقنعة أو بلغة أخرى تمت قراءتها بصورة غير واقعية منها:

أولاً: حالة الإحباط التي يعاني منها الشارع الفلسطيني نتيجةً لانسداد أفق المفاوضات وعدم تحقيقها لأي نتائج على الأرض، ويكأنهم تحدثوا عن شيء جديد، فمن المعلوم من السياسة الفلسطينية بالضرورة بأن المفاوضات تسير في طريق مسدود منذ بدايتها وهي التي ولدت في حالة موتٍ سريري، فبهذه الاستقراءات من خلال هذه الجزئية تحاول إسرائيل التهرب من حقوق سكان الضفة الغربية في حال فشل حل الدولتين والاستمرار في إنجاز المخططات الاستيطانية. 

ثانياً: استشهد الكتاب والمحللون بموجة العمليات الأخيرة حيث إن المراقب للحالة الفلسطينية يرى بأن موجه العمليات الفردية التي قلبت أوراق المؤسسة الإسرائيلية لم تتوقف منذ أشهر طويلة وبالتالي فإن هذا ليس بمؤشر على التصعيد 

ثالثاً: سيقت المناسبات الوطنية القادمة كيوم الأسير ويوم الأرض مثلاً كدليل آخر على التصعيد الميداني القادم، لكن الأيام الماضية قد جرت فيها أحداث أكبر تأثيراً وحجماً، ولم نشهد سوى المواجهات في بعض المواقع المحددة أو على بعض مداخل المدن الفلسطينية بالإضافة إلى الحدود مع قطاع غزة، وإن في تبعات وانعكاسات إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال البرهان الواضح حين بلغت توقعات البعض بأن الأرض سوف تغلي من تحت “إسرائيل” ولكن صدى الخطابات والبيانات كان أبلغ من الأحداث. 

رابعاً: الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة كان هو الآخر مؤشراً على إمكانية التصعيد، ويكأن الحصار وليد اللحظة وهو الذي تحاول “إسرائيل” تقديمه للعالم على صورة أزمات إنسانية تكمن حلولها فقط في مساعدات دولية ومن خلال مؤتمرات واجتماعات بقيادة أمريكا مستبعدة السلطة من أي خطوة على الأرض وكان الأولى أن ترفع الحصار الذي فرضته بنفسها بدلاً من مبادراتها وحلولها الباهتة التي تسوق لها من أجل التهرب من المسؤولية عن هذا الحصار.

خلاصة الأمر بأنه لا حرب قادمة، ولكن تبقى الأمور مرشحة لبعض الأحداث الميدانية التي تعلو مرة وتخبو مرة في الضفة الغربية أما بالنسبة لقطاع غزة فهو على صفيح ساخن وهذا يعني بأن أي حدث أمني قد يشعل فتيل مواجهة، أضف إلى ذلك القلق الإسرائيلي إزاء مسيرة العودة والتي تحاول “إسرائيل” قمعها مسبقاً. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات