الجمعة 26/أبريل/2024

الكاسر أحمد جرار.. شهيد الفداء

الكاسر أحمد جرار.. شهيد الفداء

وقف الحاج إسماعيل جرار صباح اليوم على أنقاض منزله المهدم في واد برقين غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية إثر انسحاب قوات الاحتلال بعد ملحمة جنين البطولية، مبتسما غير مبال بعد أن حول الجنود منزله ومنزل شقيقيه إلى ركام.

ويتدفق الناس إلى الحاج إسماعيل مواسين، في هدم المنزل -قبل مجيء خبر استشهاد نجله أحمد- إلا أن الحاج كان ثابتا وهمته تناطح السحاب.

ولم يمض وقت قصير بعد ذلك حتى جاءه خبر استشهاد نجله أحمد بعدما أبلغ الارتباط الصهيوني أن شهيد اشتباكات الليلة الماضية هو أحمد إسماعيل جرار؛ وما زاده ذلك النبأ إلا صلابة وإيمانا.

والشهيد أحمد هو نجل شقيق الشهيد القائد القسامي نصر جرار من قادة معركة جنين عام 2002م، والذي كان يلقب بنصر الطيار، وهو الشهيد الذي لقن الاحتلال صفعات تلو صفعات في مسيرة جهاده الطويلة؛ فيما كان ابنه أحمد (نجل الشهيد نصر) محور عمليات البحث والهجوم على جنين، ولكن الله كتب له النجاة.

معاناة الاعتقال السياسي

ويعرف عن الشهيد أحمد إسماعيل هدوءه وخلقه الرفيع؛ حيث يعمل في محل للأدوات الكهربائية بجنين، ولكنه كان داعما محبا للمقاومة، فيما دفع ضريبة حسه المقاوم باعتقاله من أمن السلطة عدة مرات مكث في إحداها ثلاثة أشهر في سجن أريحا.

ودفع الشهيد مع أبناء عمومته ثمنا للاعتقال والملاحقة السياسية، بالرغم من أنه لم يكن يظهر نشاطا ومواقف سياسية، إلا أن أمن السلطة اعتقلته مرارا ووجه له تهمة الانتماء لحماس مع أبناء عمومته، وشقيقه الذي قضى سنوات في سجون الاحتلال بتهمة العمل بحماس.

ويعرف عن أحمد الشهيد علاقته القوية بنجل عمه أحمد المطارد، ليتحول أحمد إسماعيل إلى إحدى أدوات إرباك مشهد اقتحام وحدات الاحتلال الخاصة لمنازل العائلة ما أسهم في إفشال جزء من مخطط الاحتلال باستهداف أحمد نصر الذي تتهمه بقيادة الخلية المسئولة عن قتل الحاخام قرب نابلس.

وبحسب المصادر؛ فقد ارتقى الشهيد مضرجًا في دمائه ليكتب الحياة لآخرين في الخليلة القسامية المستهدفة في ملحمة بطولية أعادت روح المقاومة للضفة التي أثبتت أن كل محاولات كسر المقاومة تتكسر عند إرادة شبان لا يعرفون الهزيمة.

وتقر وسائل إعلام الاحتلال نقلا عن قيادتها الأمنية والعسكرية أن الشهيد أحمد لم يكن ضمن الخلية التي نفذت عملية نابلس والتي يُتهم فيها ابن عمه المطارد أحمد نصر وشابّان من جنين اعتقل أحدهما في العملية العسكرية من داخل إحدى محطات المحروقات، ولكنها تشير إلى أنه تعاون مع الخلية وقدم لها خدمات وساهم في الاشتباك لحظة اقتحام قوات الاحتلال للمنطقة.

“وقت الظلم نكسر شوكة الأسد”

ويروي أصدقاء الشهيد أحمد حديثا معه يوم استشهاده، حيث ردد عبارة “نحن لا نعتدي على أحد… لكن وقت الظلم نكسر شوكة الأسد”، ولم يكن للمقولة مناسبة مرتبطة بما كان سيجرى سوى دليل على العنفوان ورفض الذل، لتترجم خلال وقت قصير في مشهد بطولي سوف يسجل في صفحات البطولة الفلسطينية بحروف من ذهب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات