الخميس 09/مايو/2024

هنية في عين الحلوة.. استقبال تاريخي

هنية في عين الحلوة.. استقبال تاريخي

استقبال حاشد وغير مسبوق  حظي به رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية ووفد الحركة المرافق له في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

الزيارة التي تعد الأولى لإسماعيل هنية إلى لبنان عموماً عقب عودته إلى فلسطين من الإبعاد القسري إلى مرج الزهور في لبنان عام 1992، وإلى مخيمات اللجوء الفلسطيني ومنها مخيم عين الحلوة، كانت ذا طابع خاص، علاوة على كونها الزيارة الأولى لمسؤول فلسطيني رفيع.

فالزيارة أظهرت التفافاً كبيراً حول شخصية الرجل الذي أصبح على مدار السنوات الماضية أيقونة للثبات على المبادئ، وعدم الاعتراف بالاحتلال، والتمسك بحق العودة.

فكلماته وعباراته التي أصبحت حديث الكبار والصغار، جعلت منه شخصية تجمع حولها كل الحالمين بالتحرير والعودة.

صباح الأحد السادس من سبتمبر كان مخيم عين الحلوة يتزين لاستقبال هنية ووفد حماس المرافق معه، خرجت كل الأعمار ومن كل أجيال اللجوء في مراسم الاستقبال، تهتف لكتائب القسام، وتؤكد تمسكها بحق العودة وتلوّح بيديها لابن غزة التي طالما ناصروها خلال حصارها والعدوانات المتتالية عليها.

ترجّل هنية والوفد المرافق له، عند وصولهم إلى مدخل المخيم، ورُفع هنية على الأكتاف، قبل أن يسير على الأقدام وصولاً إلى مسجد خالد بن الوليد، حيث التقى ممثلي الفصائل الفلسطينية والجماهير المحتشدة، وقام بعدها بجولة ميدانية في أحياء المخيم، وزار عدداً من الأهالي.


null

null

 المخيمات قلاع المقاومة
“هنية” أكد، في كلمة جماهيرية له بمسجد خالد بن الوليد، أن مخيمات الشتات هي قلاع المقاومة، ومنها صنعت الأحداث الكبرى، وخرج منها الأبطال، وفيها ظلت القضية حية.

وقال: إن مخيمات الشتات هي مخيمات الثبات ورمز القضية ومقاومة الشعب، رغم ما تعانيه من إجراءات وفقر وألم وجوع.
 
وأوضح أن قطار التطبيع لا يمثل شعوب المنطقة، وقال: “كونوا على ثقة بأن فلسطين ما تزال تسكن في ضمير شعوب الأمة”.


null

null

null

مخيمات لبنان
ويشكل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ما نسبته 10% من مجموع اللاجئين المسجلين لدى “أونروا”، وحوالي 11% من مجموع سكان لبنان.

ويقيم أكثر من نصف اللاجئين في 12 مخيما منظما ومعترفا به لدى “أونروا” هي: نهر البارد، البداوي، برج البراجنة، ضبية، مار الياس، عين الحلوة، الرشيدية، برج الشمالي، البص، شاتيلا، ويفل (الجليل)، المية مية.

ويقيم باقي اللاجئين في المدن والقرى اللبنانية إضافة إلى تجمعات سكنية جديدة نشأت بسبب تطورات الأوضاع في لبنان.

وكانت “أونروا” تشرف على 16 مخيما رسميا، دمرت منها ثلاثة أثناء سنوات الحرب وتحديدا منذ عام 1974 وحتى عام 1976 ولم تتم إعادة بنائها من جديد، وهي: مخيم النبطية في جنوب لبنان، ومخيما دكوانة (تل الزعتر) وجسر الباشا في بيروت، وهناك مخيم رابع هو مخيم جرود في بعلبك تم إجلاء أهله منه ونقلهم إلى مخيم الرشيدية في منطقة صور.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في لبنان أكثر من 460 ألف شخص بحسب الإحصائيات الأخيرة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، ويعمل أغلبهم في البناء والسباكة والزراعة؛ لكونهم محظورين من مزاولة مهنتهم الجامعية والتعليمية لأكثر من 70 مهنة.

 وتعاني المخيمات من نقص البنى التحتية، وتفشي بعض الأمراض نتيجة نقص العلاج، حيث أفادت إحصائيات للجامعة الأمريكية في بيروت، أن 72% من الأسر الفلسطينية في لبنان تعاني من إصابة أحد أفرادها بمرض مزمن، في حين بلغت نسبة الإعاقة عندهم 15%، بحسب إحصائيات “أونروا”.

كما يعاني ثلث اللاجئين هناك من الفقر المدقع، أي أن 160 ألف فلسطيني يقبع تحت خط الفقر من أصل 465 ألفا.

 ووصلت نسبة العاطلين عن العمل 56% في أوساط الفلسطينيين في لبنان، في حين أن 120 ألف شخص منهم مهيأ لسوق العمل، ويعمل منهم 53 ألفا فقط، و72% من هؤلاء العاملين تندرج مهامهم في الأعمال الموسمية مثل الزراعة والبناء والنظافة وغيرها، أي أنهم لا يأخذون حيّزًا في سوق المهن والخدمات الحكومية، بحسب إحصائيات الجامعة الأمريكية في بيروت.

 وخلال زيارته أعلن رئيس مكتب “حماس” السياسي إسماعيل هنية عن تقديم الحركة مليون دولار لمصلحة مشاريع داخل المخيمات الفلسطينية.

وأكد هنية خلال لقاءاته المتعددة بالمسؤولين اللبنانيين أهمية أن يعيش اللاجئ الفلسطيني في لبنان حياة كريمة إلى أن يحين الوقت الذي يعود فيه إلى وطنه وأرضه، مشدداً على رفض الفلسطينيين للتوطين والوطن البديل.


الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات