الأربعاء 24/أبريل/2024

مخيم جنين.. ساحة مقاومة لا تلين

مخيم جنين.. ساحة مقاومة لا تلين

من محطة إلى أخرى عبر السنين، تحول مخيم جنين شمال الضفة الغربية إلى قلعة مقاومة وأنموذج لساحة جغرافية احتضنت الثوار وتحدّت المحتل ببسالةٍ.

ويفتخر سكان جنين أنّ منطقتهم صاحبة النصيب الأقل من حيث عدد المغتصبات الصهيونية؛ لاشتعالها وثورتها الدائمة في وجه الاحتلال، وقلق المستوطنين الدائم من المقاومين الذين لا يكلون ولا يملون من مواجهة العدو ومغتصبيه الصهاينة في المدينة.

وفي كل مرة تحاول قوات الاحتلال اقتحام المخيم والتنكيل بسكانه، يتصدى لها الثوار، ويخطّون بدمائهم معالم الطريق في مواجهة محتلّ غاصب، فيتقدم الشهداء على بلاط المجد وفي سبيل التحرير وبقاء المدينة فلسطينيةً خالصة.

أسطورة متجددة
من جديد كانت جنين -فجر الاثنين- على موعد مع الشهادة بالتزامن مع الاعتداءات الاستيطانية التي تكثفت في الآونة الأخيرة تحديداً في “جبل أبو الشوارب”، فقدمت أربعة شهداء، مبرقة برسالة للاحتلال ومستوطنيه أنّ الأرض مقابلها الدماء، ولا يمكن أن تعرف الهدوء والاستكانة أبداً.

الخبير في الشأن الإسرائيلي، صلاح الدين العواودة يقول عبر صفحته على فيسبوك: “بعد تدمير مخيم جنين عام 2002 تحدث أحد أبرز المحللين الصهاينة عن تحول المخيم إلى أسطورة وهو الأمر المخيف! قال: صحيح تم قتل القسام في جنين عام 1935  لكنه تحول لأسطورة فعاد لنا جيشا وصاروخا عام 2001. البطولات تحيي الشعوب، والشهداء يعودون ذات يوم!”.

 

جنين القديمة

الكاتب والخبير في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر كتب على صفحته على فيسبوك، نقلاً ‏بن كسبيت الكاتب الإسرائيلي: “إذا تحدثت للمسؤولين الإسرائيليين عن جنين، في المخابرات والجيش، يعطونك إجابة موحدة أن المدينة بعيدة عن الهدوء، على العكس، فهي تزداد هياجاً، وأكثر تطرفا، وتذكرنا أكثر بجنين القديمة، مدينة منفذي العمليات التفجيرية.. إنه أمر محزن ومقلق؛ لكن هذا هو الوضع”.

 

أما الكاتب والمحلل سعيد بشارات، فنقل عن ‏يوسي ملمان الباحث في شؤون الاستخبارات والكاتب في هآرتس: “في حادث الليل في جنين قتل حرس الحدود 4 فلسطينيين، والجهاد الإسلامي وعد بالانتقام، والتوترات تتصاعد في الضفة الغربية وقطاع غزة في الشهرين الماضيين، حيث قُتل (استشهد) حوالي 40 فلسطينيًّا بنيران الجيش الإسرائيلي والمستوطنين”.

أما الكاتب معاذ حامد فكتب يقول: “في الوقت الذي كانت إسرائيل تحاصر مخيم جنين عام 2002 صابّةً عليه حمم طائرات الأباتشي فيما كانت مجنزرات D9 تحرثه بحثا عن المقاومين.. في زوايا المخيم، ولد ثلة من الأطفال، سيقاتلون إسرائيل بعد 20 عاما، وهو إرث المخيم ورجالاته”.

 

وعلّق عشرات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على الجريمة بحق أربعة شبان من مدينة جنين أثناء تصديهم لقوة صهيونية اقتحمت مدينة جنين فجر اليوم.

بيان حماس

بدورها؛ نعت حركة حماس الشهداء الأربعة، رائد أبو سيف، وأمجد حسينية، ونور الدين جرار، وصالح عمار، والذين ارتقوا خلال الاشتباكات المسلحة البطولية مع قوات الاحتلال في جنين القسام فجر اليوم.

وتوجهت حماس، بالتحية لجنين، مخيمًا ومدينة، التي قدمت 10 شهداء خلال الاشتباكات المسلحة البطولية منذ بداية العام، “فمقاوموها الأبطال يواصلون التصدي للاحتلال واقتحامه بالرصاص، الذي سيظل عنوان شعبنا حتى كنس الاحتلال ومستوطنيه من أراضينا المحتلة كافة”.

وقدّمت التعزية لعائلات الشهداء وأهلنا في مدينة جنين القسام ومخيمها “التي ستظل قلعة شامخة للمقاومة، تخوض المعارك ضد المحتل، ويتقدم أبناؤها الأبطال صفوف المقاومة ليكونوا مشاعل على طريق التحرير والانتصار بإذن الله”.

وأكّدت حماس أنّ المقاومة هي اللغة التي يفهمها هذا المحتل، داعيةً إلى توسيع نقاط الاشتباك معه في كل نقاط التماس بالضفة المحتلة، لتكون ردًّا على تصاعد جرائمه بحق أرضنا ومقدساتنا.

وقال البيان: “إن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وإنما تضيء الطريق للثائرين في القدس وجنين ونابلس وكل فلسطين، وتعلن ثورة لا تهدأ على المحتل حتى تحرير آخر شبر من بلادنا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات